18 - 05 - 2025

مؤشرات | لغة التهديد.. افعلوها مرة مع الصهيونية!

مؤشرات | لغة التهديد.. افعلوها مرة مع الصهيونية!

لصهيونية البغيضة تصل إلى أعلى درجات الإرهاب في أيامنا هذه، وحكومة نيتانياهو وصلت إلى أخطر مرحلة، وسط صمت عالمي غير مبرر، سوى من بعض الكلمات التي تحمل عبارات الإدانة وطلب ضبط النفس من الطرف الضعيف في الأراضي المحتلة، أمام الآلة والترسانة العسكرية الإسرائيلية الأمريكية والغربية الصنع.

ويأتي هذا في وقت يدعم فيه العالم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وسط تجاهل لما يحدث في الأراضي الفسلطينية، وكلاهما لا يقل عن الآخر في الخطورة، بل الوضع في الأراضي الفسلطينية أخطر، في ظل عدم تكافؤ القوى في معركة بالطائرات والمدرعات والجرافات، والأسلحة الثقيلة والخفيفىة، في مقابل أطفال وشباب يدافعون عن أراضيهم ومنازلهم بالطوب والحجارة.

الصهيونية ترتكب كل يوم الإرهاب الحقيقي ضد الأمنين في بيوتهم، وفي جنين تجري عملية عدوان تحت سمع وبصر العالم بمختلف الأسلحة، والتي خلفت حتى كتابة هذه السطور 10 شهداء ، ومصابين تجاوز عددهم المئة، بينهم عشرات حالتهم خطيرة، بخلاف تدمير منازل المدنيين من أهل المخيم.

وحتما إسرائيل تستند في عدوانها إلى موقف عالمي متخاذل وردود أفعال عربية وإقليمية ضعيفة، بينما غاب التحذير الواضح مما يجري من عدوان، وهو ما دعا مسؤولين وأعضاء كنيست إلى أن يخرجوا ويعلنوا أن "أصدقاءنا "العرب" يتفهمون موقفنا، وأننا نواجه إرهابا مثل الذي يواجهونه في بلدانهم"، بل وصلت البجاحة إلى القول أن "إسرائيل لا ترى أي خطر في عملياتها "عدوانها" على مخيم جنين في الضفة الغربية، على مستقبل إتفاقيات السلام مع العرب، أو الإتفاقيات الإبراهيمية، أو "إبراهيم" أو "إبراهام"، مبررين ذلك بأن "الأصدقاء" يدركون أننا نحارب الإرهاب!!.

الوضع جد خطير لو صح ما تذهب إليه التحليلات الصهيونية، فمن غير المقبول أن تكون إتفاقيات السلام العربية مع إسرائيل من عام 1979 وحتى العام 2021، وما بعد ذلك من تفاهمات، مبررا لإرتكاب قوات "العدو" جرائم ضد شعب فلسطين الأعزل، وتجريف البشر والزرع والحجر من الأراضي العربية المتبقية، ودعم هذا عربيا أو دوليا بالصمت، والتجاهل.

أدرك أن مختلف الدول والمنظمات أصدرت بيانات "شجب وإدانة" لما تقوم بها صهيونية حكومة "نيتانياهو" الأبشع تطرفا في تاريخ حكومات الإحتلال، لكن الخطوة الأهم لم نتخذها عربيا حتى الآن ، وهي على الأقل استخدام لغة التهديد لهذا العدو.

وتصر إسرائيل على طول الخط على هدم وإفشال أي جهود، للحد من تخفيف شدة التوتر في الأراضي المحتلة، وهي في نفس الوقت تنتهك كل القوانين الدولية بالعدوان على مدنيين وشعب أعزل، حيث تستخدم  قوات الاحتلال الذخيرة الحية والطائرات والجرافات والأعيرة المطاطية والغاز المسيل للدموع ضد المواطنين الفلسطينيين.

ولا شك أن الصمت المستمر عربيا وإقليميا وعالميا، يعطي مبررا قويا لمزيد من وحشية الصهيونية، .. ولمرة واحدة يجب أن نستخدم لغة التهديد والتحذير بقطع العلاقات .. مثلا..، وليكن العالم وكل الأطراف عادلين في مواقفهم، دون إزدواجية في المواقف.. افعلوها مرة كما تفعلوها في الحرب الروسية الأوكراتية.. فربما نرى نتائج مختلفة!!.. 

 فهل آن الأوان.
------------------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | جولة ترامب والتريليونات والتطبيع .. والباقي وعود